تميزت الدورة 16 لملتقى السينما المغربية بسيدي قاسم (14 – 18 ماي 2015) ، التي احتضنت أنشطتها القاعة الكبرى للبلدية والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ودار المسنين ودار الشباب ومدرسة العقيد العلام والخزانة البلدية والسجن الفلاحي " أوطيطة 1 " وساحة مدرسة ابن الهيثم وحي الشليحات ... ، بتنوع فقرات برنامجها وتعدد فضاءات تنفيذه من أجل الوصول إلى مختلف الفئات العمرية والشرائح الإجتماعية بالمدينة . وهكذا استفاد الجمهور الواسع ، الذي حج إلى القاعة الكبرى للبلدية أو إلى حديقة شارع الرباط وحي الشليحات (في الهواء الطلق) من العروض السينمائية المختلفة للأفلام المغربية القصيرة والطويلة (" الخبز المر " لحسن دحاني و " وداعا كارمن " لمحمد أمين بنعمراوي و " رحلة في الصندوق " لأمين صابر و " الطفل والخبز " لمحمد كومان و " يوم وليلة " لنوفل البراوي و " الطريق إلى كابول " لإبراهيم الشكيري و " عطش " لسعد الشرايبي .. وغيرها ) . كما استفاد هواة السينما وطلبة المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ومؤطري الأندية السينمائية بالمؤسسات التعليمية وتلاميذ الثانوي التأهيلي من ورشات تكوينية في القراءة الفيلمية (من تأطير الأساتذة والنقاد السينمائيين يوسف آيت همو وبوشتى فرق زايد و إدريس القري) والمونطاج الرقمي (من تأطير الفنان جمال لمودن) والتصوير (من تأطير المخرج مراد خلو) .
وبالإضافة إلى الورشات التكوينية ولحظات الفرجة السينمائية الجماعية في المساء والليل (للكبار والصغار) وصبحية للأطفال ، احتضنت قاعة البلدية يوم السبت 16 ماي في العاشرة صباحا جلسة (ماستر كلاس) مع المخرج سعد الشرايبي (رئيس لجنة تحكيم مسابقة محمد مزيان للسينمائيين الهواة) سيرها الباحث السينمائي الدكتور بوشتى فرق زايد وتمحورت حول التجربة السينمائية والجمعوية لهذا المخرج السينمائي العصامي ابتداء من السبعينات مع نادي العزائم (1973 – 1983) و الفيلم الجماعي " رماد الزريبة " (1976) مرورا بإخراجه لأفلامه الأولى (ثلاثة أفلام قصيرة والفيلم الطويل " أيام من حياة عادية ") ، ووصولا إلى أفلامه الأخرى " نساء ونساء " و" عطش " و" جوهرة بنت الحبس " و " الإسلام ياسلام " و " نساء في المرايا " .
وتعتبر هذه الجلسة السينمائية مع الشرايبي إضافة نوعية لنسخة 2015 من الملتقى ، إلى جانب تقديم وتوقيع أول كتاب من منشورات الجهة المنظمة للملتقى (جمعية النادي السينمائي سيدي قاسم) بعنوان " محمد مزيان ، سينمائي وحيد ومتمرد " ، بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله (1945 – 2005) ، بمشاركة الناقدين فريد بوجيدة وأحمد سيجلماسي ، والإحتفاء التكريمي بالزوجين ثريا العلوي ونوفل البراوي في إطار الفقرة الجديدة " تجارب فنية مشتركة " .
مما لوحظ كذلك على دورة هذه السنة التحسن النسبي في مستوى الأفلام التي تم انتقاؤها للتباري على جوائز مسابقة محمد مزيان للسينمائيين الهواة أمام لجنة تحكيم الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (جواسم) المكونة من السينفيليين عبد السلام هليلي (رئيسا) وعبد الكريم واكريم وجمال لمودن (عضوان) ، التي منحت جائزتها الوحيدة لفيلم " أناروز " للمصطفى أوكويس من خريبكة ، وأمام لجنة التحكيم الرسمية برئاسة المخرج سعد الشرايبي وعضوية الناقد السينمائي الدكتور بوشتى فرق زايد والموضبة لطيفة نمير والممثلة سهام آسيف ، التي منحت جوائزها الثلاث للأفلام التالية : " نكهة التفاح " لإدريس الباين من سطات (الجائزة الأولى) و " أناروز " للمصطفى أوكويس من خريبكة (الجائزة الثانية) و " داخل الإطار " لنبيل جوهر من من سطات (الجائزة الثالثة) بالإضافة إلى التنويه بالمجهود المبذول في فيلم " الإغراء الأخير " لإدريس بوصرحان من الرباط . وتشجيعا للإبداع المحلي تم منح جائزة الجمهور (التي أشرفت عليها جمعية النادي السينمائي سيدي قاسم) لفيلم " الطريق المجهول " لرشيد السعايدي من سيدي قاسم .
من المميزات الأخرى للدورة 16 للملتقى الإحتفاء بفن المونطاج من خلال تكريم إسمين بارزين في هذا المجال هما لطيفة نمير ، التي وضبت العديد من الأفلام المغربية وأطرت الكثير من الورشات عبر مختلف مدن المملكة ، والراحل محمد مزيان من خلال الكتاب الذي صدر حول حياته وأعماله .
واحتفالا بالذكرى العاشرة لإنطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية انفتحت الدورة 16 للملتقى على بعض المؤسسات الإجتماعية كدار المسنين ، التي تم فيها لقاء مباشر بين رواد الدار وضيوف الملتقى تضمن سهرة فنية نشطتها المطربة بشرى خالد وغذاء جماعيا ، والسجن الفلاحي " أوطيطة " ، الذي تم فيه عرض أفلام مغربية قصيرة وطويلة لفائدة السجناء مع سهرة فنية موسيقية أحيتها فرقة " ضي الكمرة " . هذا بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من المعارض طيلة أيام الملتقى كمعرض الكتب السينمائية وغيرها ، الذي أشرف عليه الكتبي حسن بنعدادة ، ومعرض آلات التصوير السينمائي والفوتوغرافي ، الذي أشرف عليه نجيب مزولي .